فوائد السمك للجميع
السمك غذاء العقل، وهو غذاء الدم والأسنان والعظام، يقي من أمراض القلب، وتشير البحوث الطبية الحديثة إلى أن زيت السمك ذو فوائد كثيرة، فهو ذو مفعول قوي على خفض نسبة الكوليسترول الذي يتسبب في تصلب الشرايين، ويعمل على تقليل نسبة الدهون في الدم وهي تسبب أمراض القلب، ويعمل على خفض ضغط الدم ويساعد على منع الالتهابات الجلدية وعلاجها، ومنع التهاب المفاصل.
فالسمك مصدر ممتاز من مصادر البروتين بحيث يتفوق على اللحم من هذه الناحية، مع أن المدة التي يتطلبها هضم السمك في الجهاز الهضمي هي نفس المدة التي يتطلبها هضم اللحم، ولذا فإن الشعور بالامتلاء عقب تناول السمك أقل منه عقب تناول اللحم.
أظهرت دراسة عرضت في المؤتمر الدولي للجمعية الصدرية الأمريكية، أن تناول النساء الحوامل المصابات بالربو، للأسماك الزيتية كالسلمون أو التراوت، قد يساعد في حماية أطفالهن من الإصابة بهذا المرض مستقبلا.
لقد وجد الباحثون في كلية كيك الطبية بجامعة جنوب كاليفورنيا، أن الأطفال الذين تناولت أمهاتهم أصابع السمك المقلية خلال فترة الحمل، كانوا أكثر عرضة للإصابة بالربو، سواء كانت الأمهات مصابات أم لا، وأوضح الباحثون أن هذه الظاهرة ترجع إلى أن أصابع السمك المقلية غنية بالزيوت غير الصحية وتحتوي على الأحماض الدهنية أوميجا-6 التي تشجع التهاب المجاري التنفسية، بينما تحتوي الأسماك الزيتية نفسها على أحماض أوميجا-3 الصحية المضادة للالتهاب والتي تقلل مخاطر الربو والحساسية، ولاحظ هؤلاء بعد متابعة عدد من الأطفال من 12 منطقة مختلفة في كاليفورنيا، تم تشخيص إصابة بعضهم بالربو في سن الخامسة، بينما ضمت المجموعة الأخرى غير المصابين، وتحليل العادات الغذائية لأمهاتهم والعوامل البيئية التي تعرضن لها في فترات الحمل، أن الأطفال الذين تناولت أمهاتهم المصابات بالربو الأسماك الزيتية خلال الحمل، تعرضوا لحالات ربو أقل بنسبة 71 في المائة في المتوسط، وكلما أكلت المرأة الحامل سمكا أكثر، كلما قل خطر إصابة وليدها بأزمات الربو الحادة، بينما لم يلاحظ مثل ذلك عند أطفال النساء غير المصابات بالمرض، ونبّه الخبراء إلى أن التاريخ العائلي للإصابة بالربو يعتبر عامل خطر قوي لإصابة الطفل به، ويبدو أن الأسماك الزيتية تتفاعل مع الجينات المسؤولة عن الإصابة وتقلل الخطر بطريقة ما، مشيرين إلى أن المزيد من الدراسات ستوضح مدى أهمية تعرض الجنين للمواد المختلفة وطريقة تأثيرها على جهازه المناعي مستقبلا.
ويمثل السمك مصدرا مهما للسعرات الحرارية وبعض أنواعه تفوق أنواع اللحم.. إذ إن مائة جرام من التونة تحتوي على 207 سعر حراري بينما مائة جرام من لحم العجل لا تحتوي على أكثر من 172 سعر حراري.
وفي السمك مقدار جيد من المواد الدهنية، هذا المقدار يختلف باختلاف نوع السمك، ففي بعض الأنواع تشكل نسبة 1% من وزنه، وفي أنواع أخرى تشكل 2% ولكنها في سمك التونة ترتفع إلى 15% وقد تختلف النسبة في النوع الواحد من السمك باختلاف أوقات توالده وكبره.
ويحتوي السمك على مقادير عالية من الفوسفور فالمائة غرام منه تحوي 230 - 240 ملجم فوسفور وترتفع هذه الكمية إلى 750 ملجم في سمك التونة وإلى 563 ملجم في سمك المور.
وللفوسفور أهمية بالغة في حياة الأنسجة إذ يساعد العمود الفقري والأسنان على النمو، كما يحقق التوازن الحامضي الأساسي في الدم والسائل اللمفاوي والبول، فإذا تناول الإنسان غذاء ذا فضلات حامضية كالخبز الأبيض أو البيض أو الأرز عمد الفوسفور إلى تعديل هذه الحامضية، وبمساعدة الكربونات يتم الفوسفور عملية تعديل ومقاومة الأحماض والقلويات.
أما الكالسيوم فإن خمسمائة جرام من لحم العجل أو العجائن الغذائية لا تزيد في محتواها منه عما يوجد في مائة غرام فقط من لحم السمك وإذا ما تناول المرء السمك مع حراشفه - كما هو الحال في سمك السردين - فإن نسبة الكالسيوم ترتفع إلى حدٍّ بعيد.
ليس للسمك أية أضرار إذا اتخذت بعض الاحتياطات البسيطة، فهناك من لديهم تحسس فيصابون بالأكزما من جرّاء تناول السمك فإذا استبعدنا هؤلاء المصابين بالتحسس فإن السمك يمكن اعتباره غذاءاً ممتازاً لا محذور إطلاقاً من تناوله؛ وخاصة بالنسبة للأطفال والرضع منهم على وجه الخصوص، حيث يعطى الطفل من (15-20) جراماً منه مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع، فإن محتوى السمك من الفيتامينات a وd يعد علاجاً ناجعاً لتقوس الساقين، وغناه بالكالسيوم يمنح الطفل أسناناً قوية.
أما المصابون باضطراب أو ضعف الذاكرة فإن الفوسفور الموجود في السمك خير مساعد لهم على التخلص من هذه الحالة، فضلاً عن أن السمك يعتبر مقوياً حقيقياً للمخ.
يعتبر السمك من المصادر الغنية بالبروتين لذلك أقبل على أكله أهل الشرق، ويؤكل مع الرز في هذه الدول الفقيرة، خصوصاً في الشرق الأقصى و أفريقيا، إلا ان الابحاث أثبتت اهمية أكل السمك خاصة في عمر ما بعد سن الاربعين، لأنه يحمي من امراض العصر و خصوصاً الجلطات الدموية، فأقبل عليه اهل الغرب بناء على النصائح الطبية .
وصدق الله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (النحل: 14 )